بما أنك بدأت بقراءة هذا المقال فهذا يعني أنك رغبت سابقاً بالقيام بعملٍ ما أو الذهاب إلى مكانٍ معيّن إلى أنّ خوفك منعك من ذلك، حسناً صديقي أنت لست وحدك، مثلاً، يعاني ما نسبته 4٪ من سكان العالم من رهاب أو فوبيا الأماكن المغلقة، أما فوبيا المرتفعات فهي تصيب ما يلامس 5٪ من الناس، وبشكل عام، 9٪ من الناس في العالم يعانون من أنواع مختلفة من الرهاب.
ما هي الفوبيا
تقريباً، جميعنا لديه حالة خوف أو اثنتين من أشياء معينة ومختلفة -كزيارة طبيب الأسنان مثلاً-، إلا أن هذه المخاوف تعتبر طبيعية وطفيفة وأغلبنا بإمكانه التغلب عليها بطريقة أو بأخرى، لك إن تحولت هذه المخاوف البسيطة لتصبح شديدة وهائلة وتسبب قلقاً بالغاً، فهذا ما يُعرف بالفوبيا أو الرهاب.
الرهاب أو الفوبيا بشكل عام هو الخوف الشديد والمبالغ فيه تجاه شيئ معين مثل رهاب المرتفعات أو الأماكن المغلقة أو الضيقة وهي المخاوف التي تعتبر شائعة ومعروفة عادةً، إلا أن الفوبيا من الممكن أن تتطور تجاه أي شيء تخاف منه ليصوره عقلك الباطن بأنه شيء مريع يتوجب عليك تجنبه.
إذا كنت بالفعل تعلم أنك تعاني من الرهاب أو الفوبيا، فغالباً أنك على علم أيضاً أن خوفك هذا غير منطقي، إلا أنك لا تزال لا تملك القدرة على التحكم بهذا الشعور، إذا كنت تعاني من فوبيا المرتفعات، فهذا الخوف قد يؤدي بك إلى القيادة لـ 10 كيلومترات إضافية لتجنب صعود الطريق المختصر من على جبل.
أحد أهم الخطوات للتغلب على الفوبيا هو فهمك للرهاب الذي تخاف منه، هذا قد يساعدك كثيراً في مواجهته، حيث أنه بالإمكان معالجة الفوبيا بشكل كبير، بغض النظر عن مدى تفشي هذا الخوف بداخلك وعدم قدرتك من السيطرة عليه.
ما هي أنواع الفوبيا
بحسب الحمعية الأمريكية للطب النفسي، فإن هنالك 3 أنواع من الفوبيا المتعارف عليها وتم تحديدها كما يلي:
الرهاب المحدد وهو عبارة عن خوف شديد وفزع من شيء معين ومحفز ما.
الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي وهو خوف شديد يعاني منه البعض من المناسبات الاجتماعية أو الحضور للأماكن المكتظة، وقد يعود سبب هذا الخوف من قلقهم الشديد أن يتم انتقادهم أو التمييز أو مقارنتهم مع غيرهم. مجرد فكرة التجمعات الاجتماعية لديهم تسبب لهم فزع كبير وهو مختلف تماماً عن الخجل.
رهاب الأماكن المكشوفة وهو عبارة عن الخوف من الأماكن التي يصعب الهروب منها، ويجب الإشارة هنا أنها لا تقتصر على الأماكن المكشوفة فقط، فقد تشمل أيضاً المصاعد أو الغرف الضيقة وغيرها. يعاني أصحاب هذا الرهاب من هلع شديد وخطر متزايد للإصابة ببعض الاضطرابات الشديدة.
أخف نوع فوبيا من هذه الأنواع الثلاثة هو الرهاب المحدد، وذلك لكونه مرتبط ومتلازم تماماً مع شيء بعينه، قد يكون الخوف من القطط على سبيل المثال، لذلك قد لا يؤثر هذا على حياتهم اليومية بشكل واضح.
فيما يخص النوعين الآخرين فيعرفان أيضاً باسم الرهاب المعقد، وذلك لصعوبة تحديد الرهاب بعينه وصعوبة التعرف على مسبباتهما، فمثلاً ممكن للمصابين بالرهاب المعقد تجنب الخروج من المنزل نهائياً أو تدمير علاقاتهم الاجتماعية.
أعراض الفوبيا
بالطبع يوجد أعراض للإصابة بالفوبيا، وغالباً فإن الأعراض التالية تعتبر شائعة في الثلاثة أنواع الرهاب المذكورة سابقاً:
لا يمكنك السيطرة على القلق الذي بداخلك عند تعرضك لما يخيفك.
شعورك الداخلي بضرورة تجنب مصدر هذا الخوف بأي طريقة ممكنة.
لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الوضع المخيف عندما تكون مضطراً لمواجهته.
بالرغم من عدم مقدرتك على التحكم بهذا الشعور، إلا أنّك على يقين بأن هذا الخوف مبالغ فيه وغير منطقي ولا داعي له.
وبعيداً عن الأعراض النفسية والداخلية للرهاب، فإن للفوبيا أيضاً أعراض جسدية قد تظهر على الشخص المصاب بها، مثل:
التنفس بسرعة
التعرّق الشديد
سرعة نبضات القلب
الرجفة
قشعريرة في الجسم
ضيق شديد في الصدر
جفاف الفم
الدوخة والغثيان
صداع في الرأس
بمجرد التفكير بالشيء الذي يخيفك ستشعر بقلق شديد جداً. ومن الجدير بالملاحظة أن ننتبه على الأبناء وما يخيفهم، فعند تعرضهم لشيء معيّن تلاحظ أنهم يبكون ويصرخون ويختبؤون خلف الوالدين وقد يسبب لهم موجات غضب في بعض الأحيان.
الفوبيا والخوف عند الأطفال
بشكل عام، لا داعي للقلق حيال المخاوف التي يواجهها بعض الاطفال، حيث انها في معظمها مخاوف طبيعية غالبا ما تتلاشى مع تقدمهم في العمر. مثلا قد يبدي الطفل الخوف من الغرفة المظلمة، هذا لا يعني انهم يعانون من الرهاب، بل انهم فقط يمرون بالمرحلة السنية الطبيعية.
على سبيل المثال، المخاوف التالية تعتبر طبيعية ولا داعي للقلق تجاهها:
2-0 سنوات، الخوف من الضوضاء، الغرباء، مشاكل بين الوالدين والأشياء الضخمة.
6-3 سنوات، الأشياء الخيالية مثل الأشباح والوحوش والظلام.
16-7 سنوات، مخاوف منطقية مثل المرض والموت والظواهر الطبيعية والأداء الدراسي.
إذا كانت مخاوف طفلك لا تتعارض مع حياته اليومية ولا تؤثر على تصرفاته فلا داعي للقلق من ذلك، أما في حالة كان خوفه يؤثر في حياته الاجتماعية وسلوكه فيجب حينها عرضه على معالج مختص بتلك الحالات.
علاج الفوبيا
يمكن أن تكون استراتيجيات المساعدة الذاتي أو حتى العلاج النفسي عند مختص في حالات علاج الرهاب والفوبيا فعّالة بشكل واضح ولها تأثيرات ملحوظة. الخيار الأفضل لك يعتمد على مدى شدّة الفوبيا لديك ومقدار الدعم الذي تحتاجه.
المساعدة الذاتية تستحق المحاولة دائماً ولها نتائج سريعة جداً، ولو وجدت من يقف بجانبك ويساعدك في التخلّص من هذه المخاوف فذلك قد يساهم بشكل كبير في الحصول على النتائج المرجوة أسرع. رغم ذلك، بعض الأشخاص يعانون من نوبات هلع واضطرابات نفسية نتيجة للفوبيا التي يعاني منها، وبالتالي قد يحتاج لدعم إضافي كالتوجه إلى معالج مختص بحالات الفوبيا والرهاب.
Comments